عدد مستخدمي الدّرّاجات الكهربائيّة آخذ بالإزدياد، في الوقت الّذي ما زال تعامل القانون مع قضايا متعلّقة بهم غير واضح وبحاجة لتعديلات كثيرة. كذلك الأمر بالنّسبة للبنى التحتيّة في البلاد الّتي تحتاج للعديد من الإصلاحات.
حصلت وسيلة النّقل هذه، المتطورة والرخيصة نسبيًا، على شهرة كبيرة منذ أن وصلت إلى البلاد. ولكن سرعان ما أصبحت أحد المسبّبات البارزة لحوادث عديدة مؤدية لأضرار مختلفة لراكبي هذه الدرّاجات وللمشاة، وخاصّة الآن بعد أن زاد عددها وسرعتها بشكل كبير.
فيما يلي تلخيص للمخاطر والأضرار الرئيسيّة التي تسبّبها الدراجات الكهربائيّة وكيف بإمكانكم التصرّف في حال تعرّضتم لإصابة:
بين عالمين
بالرغم من إمتلاك هذه المركبات لمحرك كهربائي، إلّا أنّها لا تُعرّف من قبل القانون على أنّها “مركبة آلية”. حتّى وإن تمّ إعتبارها كذلك في أحكام سابقة، ذلك لا يلزم إستخدام نفس التعريف في أحكام أخرى، مّما يعني أنّ الحوادث الّتي تحدث بسبب الدرّاجات الكهربائيّة لا تعتبر حوادث سير وفقاً للتعريفات القانونيّة لحوادث السّير. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ مالكي الدرّاجات الكهربائيّة غير مُلزمين بالحصول على “تأمين إجباري” (الّذي بإمكان المُتضرّرين مقاضاته في حوادث الطرق العاديّة).
من أجل تقديم دعوى قضائيّة في هذه الحوادث، تحتاجون لمحام إصابات شخصيّة، إذ لا يستطيع محامي حوادث الطرق فعل الكثير بهذه الحالات.
الأضرار النّاجمة عن حوادث الدرّاجات الكهربائيّة
إصابات الدرّاجات الكهربائيّة أخطر بكثير من إصابات الدرّاجات العاديّة وذلك لأنّها أسرع بكثير. على الغالب يصاب المشاة في أقدامهم أو أحياناً يسقطون أرضاً على رأسهم أو أيديهم، الأمر الّذي من الممكن أن يتسبّب بحوادث أخرى في حال سقط المصاب في إتّجاه السّيارات.
هناك عدّة عوامل الّتي من الممكن أن تؤدّي إلى تفاقم الخطر:
– العديد من راكبي الدراجات الكهربائيّة صغاراً في السن، قليلو الخبرة.
– تعتبر الدرّاجة وسيلة نقل غير ثابتة نسبيّاً، على عكس السيّارة ذات الأربع عجلات.
– لا يمتلك المشاة وسائل لحماية أنفسهم كالخوذة وحزام الأمان، الأمر الّذي يسبّب لتفاقم الضّرر الجسدي.
– على عكس سائقو المركبات الآليّة، ليس متوقّعاً من المشاة أن يكونوا متيقّظين للحوادث.
– أسوأ الحالات هي عند الإصطدام بكبار السن، بسبب ضعفهم على الهرب من الخطر وبسبب ضعفهم جسديّاً لمقاومة الإصابة.
– على عكس السيّارات، لا تحدث الدرّاجات الكهربائيّة ضجّة عند إقترابها، ممّا يصعب التنبّه لها.
التّفاصيل الّتي تعتمد على الظروف
الحصول على تعويض في قضايا كهذه، معرفة ضدّ من توجّه الدّعوى ومقدار التّعويض، هي أمور متعلّقة كثيراً بظروف وتفاصيل الحادث. مثلاً:
- إذا حصلت الإصابة في الطّريق إلى أو من العمل، يمكن تعريف الحادث على أنّه حادث عمل (ومن الممكن أن تحصلوا على تعويض من مؤسسّة التّأمين الوطني).
- إذا تسبّبت الإصابة بعدم قدرتكم على مزاولة عملكم، من الممكن استخدام أنواع التّأمين المختلفة الّتي تملكونها، وفقاً للحالة.
- في حال كان راكب الدرّاجة قاصر، يتمّ توجيه الدّعوى ضدّ والديه.
تعويض الإصابة
في حالة حدوث إصابة جسديّة، يجب إثبات مسؤوليّة راكب الدرّاجة بالتسبّب بالحادث وفحص الأمور التالية:
- هل قام راكب الدرّاجة الكهربائيّة بركوب دراجته الكهربائيّة في مكان غير مُخصّص لذلك.
- هل إلتزم راكب الدرّاجة الكهربائيّة بالسّرعة المحدّدة (حوالي 25 كم / ساعة)؟ مع أنّه من الصعب تقييم ذلك أو إثباته.
- يتمّ أيضاً النظر في مسؤوليّة الطرف المُتضرّر بحدوث الحادث. هل ساهم في حصول الحادث بسبب إهمال من جانبه؟ إذا كان الأمر كذلك فهل يتحمّل قسم من الأضرار؟
- تقييم الضّرر المادّي الذي لحق بالمصاب.
ماذا عليكم أن تفعلوا في حالات كهذه؟
إذا تعرّضتم لإصابة بسبب الإصطدام مع دراجة كهربائيّة، توجّهوا أوّلاً لتلقّي العلاج الطبّي، وإذا رأيتم أنّكم تعرّضتم لأذى كبير (بسبب خطأ الرّاكب)، فمن المستحسن البدء بإجراءات تقديم دعوى قانونيّة في أسرع وقت ممكن. من المفضّل في حالات كهذه (إن إستطعتم) أن تقوموا بتوثيق وتصوير تفاصيل الحادث ومنطقة الحادث على الفور بواسطة هاتفكم الذّكي والحصول على تفاصيل الرّاكب والشهود (إذا تواجدوا وكانوا على إستعداد لتقديم المساعدة). كما وعليكم أيضاً الإحتفاظ بملفّات العلاج الطبّي الّذي تلقيتموه بعد الحادث (مُفضل أن تحتوي هذه الملفات على سرد لما حصل).
لإستفسارات أخرى حول حالات وقضايا كهذه ننصحكم بإستشارة محام مختص في هذا المجال.