من الممكن أن تحدث الإصابات الجسديّة بسبب حوادث مختلفة، مثل: حوادث الطّرق، حوادث العمل و“الأمراض المهنيّة”، سوء الممارسة الطبيّة، وحوادث أخرى الّتي تحدث الشّارع، في العمل أو خلال تأدية الخدمة العسكريّة.
مع أنّ هذه الحالات تسمّى إصابات جسديّة إلّا أنّها تشمل أيضًا الأضرار النفسيّة المتسبّبة من الحادث. التعرّض لإحدى هذه الحوادث من الممكن أن يؤثّر سلباً على مختلف مجالات حياتنا ولمدّة طويلة في العديد من الحالات. كلّما كان الضّرر أكبر كلّما تمّ تقديم تعويضات ماليّة أكبر، وذلك ليساعد المُصاب بتحمّل تكاليف علاجاته المختلفة والتعامل مع وضعه الجديد.
إذا تعرّضتم لحادث معيّن وأردتم فحص إمكانيّة تقديم دعوى فعليكم أوّلاً إختيار محامٍ متخصّص في هذا المجال.

فيما يلي بعض النّقاط الأساسيّة الّتي ستساعدكم بفعل ذلك:
هل هناك حاجة لتوظيف محامي؟
أوّلاً، وقبل كلّ شيء، هل بالفعل هناك سبب كافٍ لتقديم الدّعوى؟ إذا أجبتم ب”لا”، فلا داع لتوكيل محامٍ بالمرّة. أمّا إذا كان الجواب “ربما”، فبإمكانكم المضيّ في الأمر. بإمكانكم أيضاً طلب إستشارة من محام إصابات شخصيّة لمعرفة ما إذا كان هناك سبب كافٍ لتقديم الدّعوى أم لا.
هناك أهميّة أيضاً للظروف الّتي وقع بها الضّرر. مع أنّ الظّرف المُسبّب للإصابة أحياناً لا يكون واضحاً، مثلاً: إلى أي مدى يُعتبر التّعرّض للضّوضاء في مكان العمل مُسبّباً لضعف في حاسّة السّمع؟ إلى أي مدى يُعتبر التّعرّض للشّمس في مكان العمل مسؤولاً عن حدوث سرطان الجّلد؟ بإمكان المحامي تقدير إحتمال نجاح قضايا وحالات كهذه.
الحاجة لتوظيف محامٍ
في حالات معيّنة يكون التمثيل من قبل محامي مطلوبًا للمثول أمام المحكمة مثلاً أو أمام مؤسّسة التأمين الوطني أو المؤسّسات الأخرى المتعلّقة بالقضيّة. على الرغم من تواجد كم كبير من المعلومات في الإنترنت، إلّا أنّ وجود محامي ليمثّلنا أمام هذه الأطراف، وليواجه محامي الطّرف الآخر، يسهّل علينا التّعامل مع الحالات المعقّدة، خاصّة وأنّ قضايا من هذا النّوع تدمج مجالين معقّدين في القانون والطّب الّتي من الصّعب على المواطن العادي فهمها بشكل كافٍ للمثول أمام المحكمة.
تخصّص المحامي
من المهم أن تتوجّهوا لمحامٍ متخصّص في هذا المجال، والّذي يتعامل مع قضايا من هذا النّوع كجزء أساسي من مهنته، وأنّ تخصّصاته الفرعيّة (إذا تواجدت) تلائم نوع إصابتكم. مثال: إذا كانت القضيّة تتناول موضوع الإصابة بمرض جلدي مثلاً، الّذي من الممكن أن يكون قد حصل بسبب التّعرّض لمواد كيميائيّة معينّة لفترة متواصلة في مكان العمل، فبإمكان المحامي المتخصّص في هذا المجال أن يربط بسهولة الجّانب القانوني حول الأمراض المهنيّة مع الجّانب الطبّي حول الأمراض الجلديّة.
عدا عن تخصّص المحامي، من المهم أيضاً أن تعرفوا فيما إذا كان هذا المحامي أو شركة المحاماة يمثّلون شركات التأمين أيضاً بالإضافة لقضايا الإصابات الجسديّة للأفراد ضمن نطاق خدماتهم القانونيّة، الأمر الّذي من الممكن أن يؤدي لتضارب في المصالح.

من الّذي سيهتمّ بالإجراءات؟
نقطة أخرى مهمّة: من الّذي سيهتمّ بالإجراءات؟ في حال توجّهتم لمحامٍ يعمل لحسابه الخاص، فسوف يقوم هذا المحامي بالتّعامل مع جميع إجراءات القضيّة. ولكن إذا توجّهتم لشركة كبيرة، فمن المُمكن أن يتم التعامل مع قضيّتكم من قبل محام مبتدئ أو حتّى متدرب يعمل في الشّركة. حتّى وإن كانت الجلسة الإستشاريّة مع الشّخص الذي يرأس المكتب.
سمعة
قبل إختيار محامي\شركة محاماة لتمثّلكم، ننصحكم أوّلاً بتقصّي معلومات حولهم في مصادر مثل الإنترنت ومواقع التّواصل المختلفة مثل Facebook و LinkedIn، والإنتباه إلى عدد سنوات خبرتهم في المجال، أو إذا كان هناك توصيات او إنتقادات متطرّفة.
النّفقات
من الممكن أن تتأخر إجراءات معالجة القضيّة لعدّة أسباب الّتي تضطرّكم للإستعانة بمحاميكم بشكل متكرّر، الأمر الّذي سيزيد من النفقات. إختيار محامي مهنيّ وخبير بمجاله يختصر عليكم عدّة خطوات غير ضروريّة ويساعدكم بالحصول على أكبر تعويض ممكن (في حال كنتم مستحقّين لتعويض ماليّ). عليكم أن تتّفقوا بشكل واضح وموثّق على تفاصيل الدّفع منذ البداية: هل سيتمّ الدّفع وفقاً لعدد السّاعات أم سيتمّ دفع نسبة معيّنة من التّعويض الّذي سيتمّ الحصول عليه.
رغم أنّ نقابة المحامين تقوم بنشر متوسّط النفقات القانونيّة للمحامين إلّا أن تحديد تسعيرات الخدمات القانونيّة يعود كليّاً للمحامي نفسه. لذلك حاولوا أن تجروا مقارنة سريعة بين المكاتب المختلفة الّتي تنوون الإستعانة بها.

التمثيل الصّادق
الأمانة والموثوقيّة: على المحامي أن يتصرّف وفقاً لمنفعة موكّله، حتّى وإن كان ذلك يقلّل دخله.
على سبيل المثال: في بعض الحالات يتمّ إقتراح إتفاقيّة تسويّة معيّنة، الّتي من الممكن أن تؤدّي إلى إختصار العديد من الإجراءات المكلفة. على المحامي أن يذكر هذا الخيار حتّى وإن كان يضرّ بدخله.
التّواصل المريح بينكم وبين محاميكم
من المهمّ أيضاً أن يكون التّواصل بينكم وبين محاميكم مريح وسّهل، وأن تختاروا شخصًا موثوقًا به. الأمر الّذي من الممكن معرفته من خلال الجلسة الإستشارية الأولى، الّتي ستساعدكم بإتّخاذ القرار وإختيار المحامي المناسب.