في كل سنة، تحدث في إسرائيل العديد من حوادث العمل مؤدّية لعواقب وخيمة، وقد تضُرّ بقدرة العامل على مواصلة العمل في حالات معيّنة (لفترة مؤقّتة أو متواصلة). وللأسف، تقديم دعاوى في هذا المجال ليس بالأمر السهل (إن كانت للمحاكم أو لمؤسّسة التأمين الوطني).
ما هي الأمور الّتي عليكم معرفتها حول حقوقكم عند حدوث حادث عمل؟
ما الّذي يتمّ تعريفه كحادث عمل؟
حوادث العمل ليست فقط الحوادث الّتي تحصل خلال العمل، إنّما من المُمكن أيضاً أن تحدث خلال الذّهاب أو الإياب من العمل. ذلك لا يشمل السّفر لقضاء حاجيات شخصيّة، إلّا في الحالات التّالية: التّوقف للصّلاة، إحضار الأطفال من الحضانة، القيام بأمور تتعلّق بالعمل.
الفرق بين حادث العمل والمرض المهنيّ
هناك فرق كبير بين حادث العمل والمرض المهنيّ. إذ أنّ حادث العمل هو ما يحدث بشكل فُجائي غير مُتكرّر، مثل: عُطل فُجائي بإحدى الآلات مُسبّباً التّعرض لإشعاعات مُضرّة وغيره. أمّا المرض المهنيّ فهو ما يحدث بسبب التّعرّض لضرر أو لعامل خطر معيّن في مكان العمل على فترة متواصلة، مثل: العمّال الّذين يعملون في أماكن فيها ضجّة عالية جدّاً طوال الوقت، وعلى الرّغم من إستخدامهم للسمّاعات العازلة للصّوت، من المُحتمل جدّاً أن يُعانوا من ضعف في حاسّة السّمع مع الوقت.
-هُناك قائمة رسميّة تحوي الأمراض المهنيّة المُتعارف عليها قانونيّاً وفي مؤسّسة التّأمين الوطني-
هناك أمور أخرى يجب أخذها بعين الإعتبار فيما يتعلّق بحوادث العمل، مثل:
- حدوث ضرر جسديّ للعامل (مثل السّكتة الدّماغيّة) وهو خارج العمل بسبب حدث غير عادي تعرّض له في عمله، يُمكن إعتباره كحادث عمل أيضاً.
- تقوم مؤسّسة التّأمين الوطني بدفع تعويضات الإصابة للعمّال المُستقلّين أيضاً، ولعائلة العامل في حالات الوفاة.
ماذا يحدث عندما يتعرّض عامل لعضّة حيوان في مكان العمل (أو عند الذّهاب أو الإياب من العمل)؟
- في حال تعرّضتم لعضّة حيوان في مكان العمل، أو عند الذّهاب أو الإياب من العمل، فهذا يُعتبر حادث عمل وفقاً لمؤسّسة التّأمين الوطني، ومن حقّكم الحصول على تعويضات إثر الإصابة الّذي تعرّضتم لها (في حال تمكّنتم من إثبات علاقة الحادثة بالعمل أو بالوصول إليه).
- بإمكانكم أيضاً، في قسم من هذه حالات، الحصول على تعويضات ماليّة من التّأمين الشّخصي الخاصّ بكم.
- يُمكنكم أيضاً تقديم دعوى ضدّ الشّخص المسؤول عن الكلب، كما حدث في قضيّة رقم 40934-02-10.
- إذا تسبّبت العضّة بإحداث إعاقة ما، من حقّكم المُطالبة بمُخصّصات الإعاقة.
ضدّ من يتمّ توجيه الدّعوى؟
بالإضافة لإمكانيّات الحصول على تعويضات من أنواع التّأمين الّتي ذُكِرت أعلاه، بالإمكان أيضاً الحصول على تعويضات من قبل “تأمين فقدان القدرة على العمل”. ولكن، لا يمكن الحصول على تعويضات من أكثر من نوع تأمين واحد في نفس الوقت، لذلك عليكم إختيار واحد منهم بمساعدة المُختصّين. ومن ثمّ يتم تقديم الدّعاوى ضدّ الأطراف المُختلفة وفقاً لحيثيّات الحادث.
عليكم الإنتباه إلى أنّ الوقت المُتاح لتقديم الدّعوى هو 12 شهر من وقت وقوع الحادث.
تقدير حجم الضّرر
من أجل تحديد حجم الضّرر والتّعويضات الّلازمة للحالات المُختلفة، يتوجّب أوّلاً أن يتمّ تقدير “درجة الإعاقة”. الأمر الّذي يتمّ تحديده من قبل لجنة طبيّة مُختصّة في مؤسّسة التأمين الوطنيّ.
نتيجة الحادث قد تكون، التغيُّب عن العمل بشكل مؤقّت أو نهائي. كذلك بالنّسبة ل”درجة الإعاقة”، قد تكون مؤقّتة أو دائمة، الأمر الّذي بإمكانكم تقديم إستئناف له في المحكمة.
نجاح الإجراء القانوني
يتعلّق الإجراء القانوني بالطّريقة الّتي تصرّفتم بها بعد وقوع الحادث. مثال: إذا قُمتم بتسجيل جميع تفاصيل الحادث مع تفاصيل للأشخاص الّذين شهدوا عليه، العلاج الفوري للضّرر (تأجيل العلاج يدلّ على عدم خطورة الإصابة)، وغيره. يتوجّب أيضاً إبلاغ المُشغّل بما حدث والتّعامل مع الحادث كحادث عمل (نموذج 205 على سبيل المثال).
لما تحتاجون لمحامٍ في قضايا كهذه؟
كما تعلمون، تختلف كلّ قضيّة وكل حالة عن الأخرى، ولا يُمكن تعميم حُكم مُعيّن على جميع القضايا الّتي تتناول نفس الموضوع. مثلاً، إذا نظرنا مُجدّداً إلى مثال عضّة الكلب، إن كانت العضّة قد حدثت نتيجة مضايقتكم للكلب أوّلاً، يختلف الحُكم تماماً. مثال آخر هو ما حدث في سنة 2011 بقضيّة الدّعوى لمُتضرّري مُجمّع البحوث النّوويّة في ديمونا، إذ كان من الصّعب تحديد فيما إذا كان الحديث عن “حادث عمل”، “مرض مهنيّ” أو أي شيء آخر. كذلك الأمر في قضايا عديدة. لهذا السّبب بالذّات تحتاجون مرافقة وإرشاد محامٍ مُختصّ.