يعتبر الإعتراف بالضّرر النفسي أمر معقّد، حيث من الصّعب معرفة الأمر الّذي سبّب حصول هذا الضّرر في معظم الحالات. وأحياناً يقوم المُصاب بتضخيم وصفه للضّرر فقط من أجل الحصول على تعويض ماليّ من القضيّة.
كيف يُمكن إثبات العلاقة بين الضّرر والحادث؟
هناك عوامل كثيرة الّتي من الممكن أن تؤثّر على حالتنا النفسيّة – التعرّض لسوء المُعاملة، الإصابات الجسديّة والصدمات الأخرى. هذه العوامل من الممكن أن تؤدّي إلى إكتئاب ما بعد الصّدمة، إضطرابات نفسيّة وإلى إنفصام بالشخصيّة في الحالات المتطرّفة.
الضّرر النفسي هو كذلك ضرر جسديّ
حتّى إذا كنتم قد شهدتم فقط على حصول إصابة لشخص عزيز عليكم، من الممكن أن يحق لكم أيضًا الحصول على تعويض مالي كبير في بعض الحالات.
ما هو الضّرر النفسي؟
الضّرر النّفسي هو إستجابة عاطفيّة “غير عاديّة” لحدث ما. يمكن أن يكون الرّد جسدي (إرتفاع ضغط الدّم، التعرّق الشّديد، القلق، وما إلى ذلك)، وفي الحالات المتطرّفة من الممكن أن يؤدّي الضّرر النفسي إلى إعاقة معيّنة، مثل: إكتئاب ما بعد الصّدمة، إضطرابات نفسيّة، عدم القدرة على التكيّف مع الأحداث المختلفة، إنفصام بالشخصيّة وغيره.
من أجل تحديد الإعاقة الطبيّة الحاصلة جرّاء التعرّض لضرر نفسيّ يتوجّب إثبات حاجة المُصاب لعلاجات نفسيّة عند طبيب نفسي\أخصّائي نفسي، حاجته لتناول الأدوية وتضرّر جوانب حياته بمختلف الأصعدة (بما في ذلك الصّعيد الشّخصي، الإجتماعي والمهني).
كما ذكرنا سابقاً فإنّ الإعتراف بحصول ضرر نفسيّ بعد وقوع حادث معيّن يُعدّ أمراً مُعقّداً وغالباً ما يثير الكثير من التساؤلات والشكوك حول صدق إدّعاءات ونوايا المُصاب; هل ما يصفه صحيح أم فقط وسيلة للحصول على تعويض ماليّ.
تقوم شركات التّأمين في مثل هذه الحالات بفحص التاريخ الطبّي للمُصاب، تصرّفاته وتقدير شامل لوضعه قبل تعرّضه للإصابة، وذلك من أجل تحديد طبيعة الضّرر النّفسي الحاصل وعلاقته المباشرة بالحدث، كما ويتمّ كذلك فحص الجانب الوراثي. هذا بالطبع لا ينفي الحقّ الكامل للمُصاب في أن يثبت أنّ الضّرر النّفسي حصل بسبب الحادث ولا علاقة له بأي أحداث ماضية.
مطالبة بالتعويض عن ضرر ثانوي حاصل نتيجة لحادث سير
يحصل أحياناً في حالات عديدة أن يشهد أحد الوالدين على موت أحد أطفاله نتيجة لتعرّضهم لحادث سير، الأمر الّذي من المحتمل أن يُحدث له عواقب نفسيّة خطيرة لطوال حياته.
“قضية الصوحة” 80/88، أمام القاضي شمغر في المحكمة العُليا: في هذه القضيّة يظهر لنا متّى يحقّ شخصّ ما بالحصول على تعويضات إثر حصول ضرر نفسيّ لشخص قريب منه – أي أن هذا الشخص تعرّض لضرر نفسي ثانوي.
هذه هي المعايير:
أ. درجة قرابة بين مُقدّم الدّعوى والمُصاب. يتمّ قبول قرابة من الدّرجة الأولى فقط.
ب. التأثّر المباشر من الحادث، التأكّد أنّ الضّرر النّفسي حصل لأنّه شهد على وقوع هذا الحادث وليس لسبب آخر.
ج. درجة القُرب (الزّمان والمكان) من الحادث الحاصل، من الممكن تقدير الضّرر النّفسي الحاصل حتّى في الحالات الّتي يظهر فيها هذا الضّرر بوقت متأخّر أو في الحالات الّتي يظهر فيها الضّرر بسبّب التعرّض المستمرّ لموضوع الصّدمة مع مرور الوقت.
د. درجة الضّرر – طبيعة الضّرر النّفسي الحاصل: حصول ضرر نفسي صعب وإستجابة عاطفيّة حادّة.
فقط تذكّروا أنّ الضّرر النفسي يُعدّ كذلك ضرراً جسديّاً ويحق لكم الحصول على تعويض ماليّ إثر حصوله.
مكتبنا في الخدمة،
نحن متخصصون في قضايا الأخطاء الطبيّة، الإصابات الشخصيّة ومُطالبات التّأمين.
لا تتردّدوا بالإتّصال بنا على الفور للحصول على إرشادات وتعليمات لمعرفة كيفيّة التصرّف في حالات كهذه:
03-6135337