الإصابات خارج البلاد
أشخاصٌ كثيرون يسافرون إلى خارج البلاد دون التزوّد بخطّة تأمين ملائمة تغطّيهم خلال رحلتهم، وذلك بهدف توفير القليل من المال مقابل هذا التأمين. هذا خطأ كبير، حيث في هذه الحالة، لا تستطيع الحصول على أيّ تعويضات في حال تعرّضت لإصابة جسديّة خلال سفرك.
ماذا عليكم أن تعرفوا بخصوص الإصابات الّتي تحدث خارج البلاد
هناك عدّة طرق للحفاظ على حقوقكم، خصوصاً إن كان الحديث عن أضرار جسديّة صعبة، الّتي من المُمكن أن تؤدّي إلى إعاقة (إعاقة كاملة، صعوبة في المشي بسبب كُسر خطير في القدم وغيره).
أسهل طريقة لضمان حقوقكم هي أن تحصلوا على خطّة تأمين شخصيّة قبل سفركم، الّتي تقوم بتغطية تكاليف العلاج بالخارج بالإضافة إلى تعويضكم ماديّاً في حال حدوث إعاقة. كما وتؤمّن لكم تغطية للنّفقات الّتي لا يوفّرها صندوق المرضى والتّأمين الوطني، مثل الحصول على مساعد\ة وتعويضات شهريّة ثابتة طيلة حياتكم.
عند شراء خطّة تأمين للسّفر، عليكم أن تنتبهوا فيما إذا كانت هذه الخطّة تغطّي فقط المصروفات الطبيّة بخارج البلاد أو أنّها تغطي الأضرار الّتي من المُمكن أن تتعرّضون لها أيضاً (مثل حالات الإعاقة). الحديث هو عن تغطية كاملة وليست جزئيّة.
من المهم ان تعرفوا أنّ التّعويض المادّيّ الّذي تحصلون عليه من جرّاء إمتلاككم لخطّة التّأمين هذه لا يُخصم من التّعويض الّذي تحصلون عليه في حال كسبتم الدّعوى القضائيّة ضدّ مقدّم الخدمة، منظّم الرحلة، المُرشد بالرّحلة والعوامل الأخرى التّابعة.
في حال قُمتم بتنظيم الرّحلة بأنفسكم وطلبتم خدمة تأمين بواسطة الانترنت او الهاتف من الدّولة الّتي سافرتم إليها، في أغلب الأحيان لا تستطيعون تقديم دعوى ضدّ مقدّمو الخدمات في إسرائيل، إنّما في الدّولة الّتي أُصبتم بها أو الّتي زوّدتكم بالخدمات.
في حال قُمتم بتنظيم الرّحلة بأنفسكم وطلبتم خدمة تأمين بواسطة الانترنت او الهاتف من الدّولة الّتي سافرتم إليها، في أغلب الأحيان لا تستطيعون تقديم دعوى ضدّ مقدّمو الخدمات في إسرائيل، إنّما في الدّولة الّتي أُصبتم بها أو الّتي زوّدتكم بالخدمات.
المسألة مُعقّدة حتّى وإن قمتم بإستخدام خدمات تأمين إسرائيليّة ومُرشد سياحي إسرائيلي وغيره، ستضطرّون إلى تقديم إثباتات للمحكمة في إسرائيل حسب قانون الدّولة الّتي اُصبتم بها.
على سبيل المثال: توجّهتم لشركة سياحة وقمتم بحجز رحلة منظّمة إلى الهند لمدّة 15 يوماً. خلال الرّحلة قام مرشد السياحة الإسرائيليّ بأخذكم في جولة للتعرّف على المنطقة الجبليّة في شمال الهند، ثم ضللتم الطّريق وأصبتم بإصابة جسديّة حينما حاولتم إيجاد طريق العودة والنّجاة.
للوهلة الأولى يبدو واضحاً أن المسؤوليّة تقع على المرشد الإسرائيليّ الّذي أضلّ الطّريق ولم يستعن بجهاز جي.بي.إس أو غيره، وعلى الشّركة الّتي حجزتم عن طريقها. ولكن في الواقع، يتمّ التعامل فقط مع قضايا الإهمال والتقصير التّي حدثت في إسرائيل.
وفقاً لقرار محكمة العدل العُليا، المُركّبة من سبعة قُضاة (بعد قضيّة 09\4655 لنيتاع لي سكالار ضدّ روني يوفينير)، فإنّ القانون الذي يُطبَّق عليكم يتمّ حسب مكان وقوع الحدث. هذا القرار جاء بعد حادث الطُّرق الصّعب الّذي حدث في نيوزيلاند، وأدّى لإعاقة كاملة للمُصاب. حيث قام المُصاب بتقديم دعوى للقضاء الإسرائيليّ ضدّ السائقة الإسرائيليّة التي تسبّبت بالحادثة. المحكمة في إسرائيل رفضت النّظر في القضيّة قائلة بأنّ التعامل مع القضيّة يجب أن يتمّ وفقاً للقانون النيوزيلاندي وليس الإسرائيليّ، والّذي ينصّ على إمتلاك كلّ سائق تأمين شخصي إجباري. نفس السّائق لم يكن لديه هذا التّأمين ولذلك لم توجّه أيّ مسؤولية على السّائقة الإسرائيليّة.
فلنعد قليلاً لمثال الرّحلة المنظّمة للهند، ولنفرض مثلاً أنّ القانون الهنديّ لا يلقي اللوم أو المسؤوليّة على المرشد أو على وكالات السفر. في هذه الحالة لن تستطيعوا تحصيل أيّ تعويض مادي عقب الضرر.
للإجمال
كيف يمكنكم تجنّب مواقف كهذه؟
- كما ذكرنا أعلاه، عليكم إمتلاك تأمين شخصيّ مناسب لسفركم والّذي يغطّيكم بشكل كامل في حالات الإعاقة أيضاً.
- ثمّ عليكم فعل ما يلي:
– ان تحرصوا على وجود إتّفاق واضح وموثّق بينكم وبين مزوّد الخدمة الإسرائيليّ.
– التأكُّد أن الإتفاقيّة تنصّ على أنّ التعامل بينكم وبين مزوّدي الخدمة في، حال حدوث مشكلة معيّنة، يتمّ في المحاكم الإسرائيليّة وحسب القانون الإسرائيليّ.
- هكذا تضمنون حقّكم في الإخلال بالإتّفاقيّة إن أردتم، وسهولة تقديم دعوات إن إضطررتم. عليكم أن تهتمّوا بوجود بنود كهذه في العقد وأن لا تتنازلوا عن حقوقكم مهما كان الطّرف الآخر قويّاً (مثل وكالات السياحة).