من الممكن أن يؤدّي الوقوع في مكان عام إلى أضرار جسديّة كبيرة الّتي قد تحتاج لرعاية طبيّة مكلفة جدّاً، فترة طويلة للتعافي، خسارة أيّام عمل وغيره. هل يحقّ لكم الحصول على تعويض ماليّ في حوادث كهذه؟ ضدّ من يتمّ تقديم الدّعوى؟
إليكم بعض الإرشادات الّتي ستساعدكم لمعرفة كيفيّة التعامل مع مواقف مشابهة
ما مدى خطورة الإصابة؟
الأماكن العامّة بطبيعتها هي أماكن غير متوقّعة ومليئة بالمفاجآت وإحتمال وقوع إصابات فيها هو كبير نسبيّاً، إذ يمرّ بها عدد كبير من النّاس يوميّاً بدون رقابة.
من الممكن أن تؤدّي إصابات كهذه إلى أضرار كبيرة وتتطلّب تعيين محامي إصابات شخصيّة ورفع دعاوى قضائية في بعض الحالات. قد تحدث الإصابة لعدّة أسباب، مثل: البنية التحتيّة السيّئة للمكان، نشاط تجاري في المنطقة، نشاط للأشخاص الآخرين الموجودين في المكان وأسباب أخرى عديدة.
مثال: في حال قمتم بالإنزلاق على قشرة موز في مكان عام، من الممكن أن يُنسب الأمر إلى خلل في البنية التحتيّة (إضاءة المكان الضعيفة لم تمكّنكم من رؤية قشرة الموز)، أو إلى أحد العاملين في بقالة خضار أو أحد الزّبائن الّذين ألقوا بقشرة الموز على الأرض بعد أن إنتهوا من أكلها.
الحصول على تعويض ماليّ يتعلّق بمدى الضّرر وبإثبات مسؤولية المُدّعى عليه
- الحصول على تعويض ماليّ يتعلّق بمدى الضّرر وبعوامل أخرى وذلك بعد أن يتم أوّلاً إثبات حصول الإصابة وتفاصيل الحادث.
- للحصول على التعويض يتوجّب إثبات مسؤولية المُدّعى عليه المباشرة بالتسبّب بالحادث.
مثلاً:
– إذا وقعتم بالشارع بسبب إنكسار غطاء الصّرف الصحّي، فذلك يعدّ من مسؤوليّة البلديّة.
– إذا إنزلقتم بسبب وجود بقعة زيت على الأرض الّتي سكبها صاحب المتجر قرب الشارع، فذلك يعدّ من مسؤوليّة صاحب المتجر.
مقدار التّعويض
يتم تحديد مقدار التعويض وفقاً لحجم الضّرر النّاجم، الّذي يتمّ تقديره بعد أن يُعرض أمام المحكمة من قبل طبيب مختصّ. في حال حصول إعاقة بسبب الحادث، يقوم هذا الطّبيب أيضاً بتحديد درجتها.
عند النّظر في قيمة التّعويض يتمّ أيضاً إحتساب نفقات وتكاليف العلاج الطبّي وكلّ ما يتعلّق بذلك الآن وفي المستقبل بالإضافة لنفقات المحامي. كما ويتمّ أيضاً النّظر في المعاناة النفسيّة الحاصلة للمصاب بسبب الإصابة.
بإمكان المُدّعى عليهم أيضاً أن يقوموا بإستدعاء مقدّم الدّعوى لفحص طبّي عند طبيب مختصّ خاصّ بهم ومن ثمّ تقديم تقرير طبّي آخر حول وضع المُصاب، وأحياناً تقوم المحكمة بفعل ذلك في حال لم تقتنع بالتّقارير الّمُقدّمة لها.
في حال كنتم مستحقّين للحصول على تعويضات من مصادر أخرى:
- تعويضات من شركات التأمين: عليكم أن تفحصوا فيما إذا كان بإمكانكم الحصول على هذا التّعويض بالإضافة للتّعويض الّذي ستقرّره المحكمة.
- تعويض من مؤسّسة التّأمين الوطني: يتمّ خصمه من التّعويض الّذي ستقدّمه المحكمة.
مقدار التّعويض يتعلّق أيضًا بمُقدّم الدّعوى
في قضايا كهذه يتمّ أيضاً النّظر في مسؤوليّة مُقدّم الدّعوى بما حصل. مثال: في حال وقع أحدهم بالشارع بسبب إنكسار غطاء الصّرف الصحّي الّذي وضعت البلديّة بجانبه إشارة تحذير مؤقتّة، على هذا الشّخص أن يشرح سبب تجاهله للإشارة وبناءً عليه يقرر القاضي فيما إذا كان لمُقدّم الدّعوى دور في تسبّب الضّرر وإلى أي مدى ويتمّ تخفيض قيمة التّعويض وفقًا لذلك. في حالات معيّنة يتمّ الوصول إلى تسويات الّتي من الممكن أيضاً أن تؤثّر على قيمة مبلغ التّعويض.
ضدّ من يتمّ تقديم الدّعوى؟
عليكم أن تعرفوا ضدّ من يتمّ تقديم الدّعوى في الحالات المختلفة، مثل البلديّات والمجالس المحليّة.
ملاحظة: في حالات معيّنة تقوم مؤسّسة التّأمين الوطني بتقديم “تعويضات للحادث” لمدّة تصل إلى 90 يومًا.
أفضل طريقة للتّعامل مع مواقف كهذه
بعد تعرّضكم لإصابة في مكان عام عليكم القيام بالخطوات التّالية (في حال تمكّنتم من ذلك جسديّاً):
- إستخدام هواتفكم الذكيّة لتوثيق تاريخ، وقت ومكان وقوع الإصابة، تصوير الأمر الّذي سبّب وقوع الحادث وتصوير الضّرر الحاصل بقدر الإمكان (من زوايا مختلفة والأفضل توثيق ذلك بفيديو).
أحياناً لا يتمكّن المًصاب من توثيق ما حصل بسبب خطورة الإصابة الّتي تعرّض لها، حيث الأولويّة الأولى هي لمعالجة الضّرر، أو أنّه لا يتمكّن من التوثيق لأن المسؤولين عن هذا المكان العام قاموا بإزالة أو إصلاح الأمر الّذي تسبّب بوقوع الإصابة. تقوم المحكمة بأخذ جميع هذه الإحتمالات في عين الإعتبار.
- الحصول على شهادة الأشخاص الّذين تواجدوا عند وقوع الإصابة (إذا كانوا على إستعداد بتقديم شهادتهم).
- عليكم أيضاً توثيق كل ما له علاقة بالعلاجات الطبيّة الّتي خضعتم لها بسبب الإصابة ومهمّ جدّاً أن تُذكر تفاصيل الإصابة والحادثة في سجلّك الطبّي.
- إبلاغ المسؤولين عن المكان ليعالجوا الخطر لتجنّب حصول إصابات أخرى. قوموا بتوثيق هذه التوجّه أيضاً.
عندما يتعلّق الأمر بالإصابات الحاصلة في الأماكن العامّة، فهناك إختلاف كبير بين الحالات، لذلك، من المهم جدًا أن تحصلوا على إستشارة أوليّة من محام متخصص في الإصابات الشخصيّة لمعرفة فيما إذا كنتم مستحقين لتعويض ماليّ أم لا.